عادة ما يشغل موضوع الخصوبة تفكير عدد كبير من الرجال المقبلون على الزواج أوعلى الإنجاب، وخلال الأسطر التالية سنجيب على معظم الأسئلة الخاصة بالخصوبة عند الرجال ومشكلة تأخر الإنجاب ولكن في البداية يجب ان نتعرف بشكل دقيق على الجهاز التناسلي للذكر وتكوينة.
مما تتكون الأعضاء التناسلية للرجل؟ وكيف تؤدي وظيفتها في الإنجاب؟
كل جهاز فى جسم الإنسان يتكون من مجموعة من الأعضاء، و الجهاز التناسلي للرجل يتكون من أعضاء خارجية وأخرى داخلية. حيث يتكون الجهاز التناسلي الذكري من القضيب وكيس الصفن والخصيتين والبربخ والقناة الناقلة للحيوانات المنوية (الأسهر) وغدة البروستاتا والحويصلات المنوية و الغدد الملحقة.
و تلعب هذه الأعضاء المختلفة أدواراً متكاملة في عملية التناسل، والتى يمكن تلخيصها فى وظيفتين أساسيتين:
أولاً تكوين الحيوانات المنوية والسائل المنوي، وتهيئة الظروف المناسبة لحيويتها، والعمل على نقلها بنجاح إلى داخل الجهاز التناسلي للأنثى أثناء الجماع.
وثانياً إنتاج وإفراز الهرمونات الذكرية المسؤولة عن البلوغ وظهور الخصائص الذكرية الثانوية، مثل النمو العضلي ونمو الشعر الكثيف فى أماكن معينة فى جسم الرجل.
تعمل الخصيتين – وهما المحور الأساسي في وظيفة الجهاز التناسلي الذكري- بشكل أفضل في درجة حرارة أقل بقليل من درجة حرارة الجسم، وهذا هو سبب وجودهما خارج تجويف الجسم، مغطاتين بكيس الصفن الذي يتدلى خارج تجويف البطن و قد تكون إحداهما – بشكل طبيعي- أصغر قليلاً من الأخرى ومتدلاة لمستوى أقل منها قليلاً.
ماهى أسباب العقم عند الرجال؟
خصوبة الرجال هي عملية معقدة تنتج من تفاعل عوامل متعددة لا تقتصر على كفاءة الجهاز التناسلى فقط بل تتخطاه إلى كفاءة الجسم ككل فهو حالة مرضية تعني عدم قدرته على إحداث الحمل لدى المرأة، رغم انتظام العلاقة الزوجية لمدة عام أو أكثر – من دون استخدام واقٍ للحمل –
ومعظم حالات العقم عند الرجال تكون بسبب نقص فى كفاءة انتاج أو توصيل السائل المنوي، نتيجة الإختلال فى وظيفة الجهاز التناسلى فى عدة مستويات أساسية:
1- الإختلال فى وظائف الغدد الصماء العليا المسيطرة على البلوغ والتناسل كالغدة النخامية
2- ضعف انتاج الخصية نتيجة خلل فى عدد الكروموزومات (الأصباغ)، أو خلل على مستوى الچينات المسؤولة عن وظيفة التناسل، أو تلف فى أنسجتها المنتجة للحيوانات المنوية، نتيجة عدم نزولها إلى كيس الصفن وبقائها فى تجويف البطن بعد الولادة أو نتيجة اصابتها بالتهابات شديدة، أو تعرضها للعلاجات الكيماوية والإشعاعية، أو نتيجة إصابة الرجل بأمراض عضوية مزمنة تؤثر على وظيفة الجهاز التناسلى، مثل الأمراض المزمنة فى الكلى أو الكبد
3- وجود خلل فى توصيل الحيوانات المنوية للمرأة مثل حالات إنسداد القنوات المنوية (نتيجة لعدم تكونها خلقياً أو نتيجة للإلتهابات التناسلية المتكررة مثل السل، السيلان و الكلاميديا), أو وجود تشوه خلقي في مكان فتحة خروج السائل المنوى، أو بسبب قصور فى القدرة على الجماع عند الرجل نتيجة لضعف الإنتصاب أو ارتجاع القذف إلى المثانة
4- وجود خلل چينى فى وظائف الحيوان المنوى ذاته وعدم قدرته على الوصول للبويضة وتخصيبها
5- أسباب إجتماعية، مثل عدم انتظام العلاقة الزوجية خاصة فى الأوقات المناسبة للحمل ( فترة التبويض)، نتيجة لسفر الزوج فترات طويلة، أو الخلافات الزوجية المتكررة
6- حوالى 20% من حالات العقم عند الرجال غير معروفة الأسباب حتى الآن
كيف تتأكد من خصوبتك قبل الزواج؟
في البداية: يجب التنويه إلى أنه لا يوجد طريقة معملية يمكن من خلالها التأكد 100% من قدرة الرجل على الإنجاب قبل الزواج، وأن الدليل العملي الوحيد الذي يثبت أن الرجل أو المرأة لديهم القدرة على الإنجاب، هو حدوث الحمل الطبيعي بالفعل بعد الزواج، وبخلاف ذلك تكون نتائج التحاليل والفحوصات مؤشراً استرشادياً فقط، قد يعني إحتمالية جيدة لحدوث الإنجاب بصورة طبيعية – مع التحاليل الجيدة-، أو صعوبة حدوث ذلك بصورة طبيعية- مع التحاليل منخفضة الكفاءة-، مما يستدعى التدخل لمساعدة الزوجين على الحمل بطرق صناعية مثل الحقن المجهري
وفيما يتعلق بالرجل: فتحليل السائل المنوي قبل الزواج – وهو تحليل بسيط يعطي انطباعا جيداً عن تلك القدرة الإنجابية، وذلك بتقييم العدد والحركة والأشكال الطبيعية للحيوانات المنوية داخل السائل المنوي. ويعتبر تحليل السائل المنوى طبيعيا حسب تقدير منظمة الصحة العالمية اذا كان عدد الحيوانات المنوية أكثر من 15 مليون فى المليلتر³ ونسبة الحيوانات المنوية المتحركة تبلغ 40 % أو أكثر
وبالطبع إذا كانت هناك قدرة لدى الرجل على الإتصال الجنسي بالمرأة، فالخصوبة فى هذه الحالة تكون – نظرياً- قائمة
ولكن يجب التنويه مرة أخرى إلى أنه حتى مع التحاليل الجيدة, لا ضمان لحدوث الحمل, فهنالك حوالي 15٪ من الحالات التي يكون فيها كل التحاليل والفحوصات طبيعية – ظاهرياً- عند كلا الزوجين، ولا يحدث فيها الحمل لأسباب أخرى أخرى غير ظاهرة لدي الزوجين، أو نتيجة لمشكلة جينية غير ظاهرة في الحيوانات المنوية-بالرغم من سلامة السائل المنوي- ظاهرياً-، أو نتيجة لأسباب ما يزال يجهلها العلم, وهي ما يطلق عليه “العقم غير المفسر” لذلك يمكننا قول التالي: فحوصات ماقبل الزواج الجيدة، تعنى أن احتمال وجود عامل يعيق حدوث الحمل هو احتمال ضعيف، لكنه ليس معدوما
هل تؤثر دوالى الخصية على خصوبة الرجل؟
تعرف الدوالي على أنها تضخم غير طبيعى في الأوردة الموجودة فى كيس الصفن. ويعتبر وجود دوالي الخصية فى حد ذاته من أكثر العلامات الشائعة لدى الرجال الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب، سواء أكانت المشكلة الإنجابية من بداية الزواج أو في مراحل متأخرة منه، ولكن تأثيرها على الصحة الإنجابية مازال موضع اختلاف بين الباحثين والأطباء حول العالم. ويوجد الكثير من الجدل العلمي حول حقيقة وجود تأثير للدوالي – قد ينتج عن ارتفاع درجة الحرارة او قلة الأكسيچين أو ارتجاع المواد الضارة – على الخصوبة من عدمه. فصحيح أن الإصابة بالدوالي قد تقلل من إنتاج الحيوانات المنوية أو تؤثر على كفائتها، إلاّ أن الملاحظ ان ذلك يحدث فى بعض الأشخاص دون البعض الآخر، بدون وجود تفسير واضح لهذا الإختلاف. وما هو مجهول حتى الآن هو إذا ما كانت الدوالي تمثل سببا مباشراً لضعف الخصية، أو أنها فقط تمثل علامة على سبب آخر مشترك يسبب كلا المشكلتين -دوالى الخصية وضعفها، أو أن وجودها يمثل فقط علامة عرَضية لا علاقة لها بالإنجاب. ولعل الأبحاث المستقبلية تجيب بوضوح أكثر على هذا السؤال المعلق.
يضم مركز دكتور فارس الطبي قسم خاص لعلاج أمراض الذكورة وتأخر الإنجاب عند الرجال حيث يقوم بالكشف ومتابعة الحالة مجموعة من أفضل أطباء الذكورة اصحاب الكفاءة والخبرة العالية، كما يضم المركز كل ما يحتاجه المريض من أجهزة حديثة للفحص وتشخيص ، الحالة بشكل دقيق للبدء فورا في رحلة العلاج، تواصلوا معنا من هنا.